للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودين الإسلام لم ينه عن دعوة هؤلاء، ولا عن إبانة الحقيقة لهم، ولا عن مجادلتهم مع أنهم متحمسون لعقائدهم، متشددون في باطلهم.

بل إن منهج هذا الدين الحرص على الدعوة والتوضيح لكل ذي لب، حتى تقوم الحجة، وتبرأ الذمة، ونعى بالذات على أهل الكتاب في مواضع كثيرة بالرفق واللين وحسن المجادلة، ثم المباهلة عندما يشتدون في باطلهم، ويتجاهلون ما لديهم من حقائق يحاولون طمسها مغالطة، كما قال سبحانه:

{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (١).

لأن الجدال المتشدد في دين الله مما يورث الهزيمة، ويوقع النفوس في أشد


(١) سورة العنكبوت الآية ٤٦