للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن محاسن هذه الشريعة أيضا أن جعلت المؤمن أخا المؤمن ينصح له ويحب له الخير، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ويعينه على الخير ويمنعه من الشر، كما قال النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام -: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه (١)»، وقال - جل وعلا -: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} (٢)، فالمؤمن أخو المؤمن يعينه على الخير ويدعوه إليه، وينهاه عن الشر ويأخذ على يديه، كما قال النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام -: «انظر أخاك ظالما أو مظلوما، قالوا: يا رسول الله نصرته مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال: تمنعه من الظلم فذلك نصره (٣)». فنصر الظالم: منعه والأخذ على يديه. فالمسلمون إذا قاموا بهذا وتعاونوا عليه حصل لهم الخير العظيم والعزة والكرامة وجمع الكلمة وهيبة الأعداء والعافية من مكائدهم.

ومن محاسن هذه الشريعة أيضا أنها جعلت للمعاملات بين المسلمين نظاما حكيما يتضمن العدل والإنصاف وإقامة الحق فيما بينهم دون محاباة لقريب أو صديق، بل يجب أن يكون الجميع تحت العدل وتحت شريعة الله لا يحابي هذا لقرابته، ولا هذا لصداقته، ولا هذا لوظيفته ولا هذا لغناه، أو فقره، ولكن على الجميع أن يتحروا العدل في معاملاتهم من الإنصاف والصدق وأداء الأمانة، كما قال - جل وعلا -:


(١) صحيح البخاري الإيمان (١٣)، صحيح مسلم الإيمان (٤٥)، سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (٢٥١٥)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٥٠١٦)، سنن ابن ماجه المقدمة (٦٦)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٢٧٢)، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٤٠).
(٢) سورة الحجرات الآية ١٠
(٣) صحيح البخاري الإكراه (٦٩٥٢)، سنن الترمذي الفتن (٢٢٥٥)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٩٩).