وهذه الطريقة تصلح لبعض الناس دون سواهم. إن طبائع الناس فيها اختلاف كبير فبعضهم يميل إلى البهيمية إذ فيه من طبع الحيوان قدر غير قليل. . وبعضهم يميل إلى التصابي وإن فرقت السنين أو العقود بينه وبين عهد الطفولة والصبا، وبعضهم يميل إلى الكبرياء والتعالي أو الغفلة والغرور فهذا أو ذاك لا يصلح معهما إلا شيء من الخطاب الزاجر، أو التوجيه الناهي الآمر، أو التعنيف المباشر.
وإذا اقتضى الحال من ذي المروءة والمكانة من المحتسبين أن يوجه التقريع أو اللوم أو شيئا من عنيف القول فلا بأس. مثل أن يقول اتق الله أو يا عدو نفسه. أو ألا تخاف الله. .؟ ولكن لا بد من الحذر الشديد في اختيار هذا الأسلوب مع الغرباء، أو الحمقى ويحسن أن يكون في دائرة الأقربين أو الأولاد أو نحوهم إذ أن الغريب والأحمق قد تأخذهما العزة بالإثم فيحدث ما لا تحمد عقباه.
والقاعدة الفقهية أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وإذا استخدم هذا الأسلوب مع الولاة أو الحكام فينبغي أن يرجح صدق إيمانهم