السيد الكبير الشهيد أبو عمرو الأنصاري الأوسي الأشهلي، البدري الذي اهتز العرش لموته. ومناقبه مشهورة في الصحاح، وفي السيرة، وغير ذلك.
وقد أوردت جملة من ذلك في تاريخ الإسلام في سنة وفاته.
نقل ابن الكلبي، عن عبد الحميد بن أبي عيسى بن جبر، عن أبيه أن قريشا سمعت هاتفا على أبي قبيس يقول:
فإن يسلم السعدان يصبح محمد
بمكة لا يخشى خلاف المخالف
فقال أبو سفيان: من السعدان؟ سعد بكر، سعد تميم؟ فسمعوا في الليل، الهاتف يقول:
أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا
ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف
أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا
على الله في الفردوس منية عارف
فإن ثواب الله للطالب الهدى
جنان من الفردوس ذات رفارف
فقال أبو سفيان: هو والله سعد بن معاذ وسعد بن عبادة.
أسلم سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير. فقال ابن إسحاق: لما أسلم وقف على قومه، فقال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا فضلا، وأيمننا نقيبة. قال: فإن كلامكم علي حرام، رجالكم ونساؤكم، حتى تؤمنوا بالله ورسوله. قال: فوالله ما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا.