الطواف عبادة لله عز وجل، فينبغي لمن يطوف أن يكثر الدعاء؛ لأن ذلك مستحب في جميع الأحوال، ففي حال تلبسه بهذه العبادة أولى، ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدع الحديث إلا ذكر الله تعالى، أو قراءة القرآن، أو أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر، أو ما لا بد له منه؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير (١)».
وينبغي له أن يكون في طوافه خاشعا متخشعا، حاضر القلب، ملازم الأدب بظاهره وباطنه، وفي هيئته، وحركته، ونظره، فإن الطواف صلاة فيتأدب بآدابها ويستشعر بقلبه من يطوف ببيته.
ويلزمه أن يصون نظره عن ما لا يحل النظر إليه، من امرأة، أو شاب حسن الصورة، فإنه يحرم النظر إلى المرأة، والأمرد - الذي لم ينبت له شعر في وجهه - إلا لحاجة شرعية، مثل الأمر بالمعروف، ويصون نظره وقلبه عن احتقار من يراه من الضعفاء والمرضى، ومن يجهل الطواف فيعلمه برفق
(١) سنن الترمذي الحج (٩٦٠)، سنن الدارمي كتاب المناسك (١٨٤٧).