للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٢) أصابع الرحمن:

ذكر الزمخشري حديث: «قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبه كيف يشاء (١)».

فقال: " هذا تمثيل لسرعة تقلب القلوب، إن ذلك معقود بمشيئته وذكر الأصابع مجاز كذكر اليد واليمين ". .

وقال القاضي عياض: " وقوله: " يضع السماوات على إصبع. . . " الحديث، قيل: الإصبع صفة سمعية لله تعالى، لا يقال فيها أكثر من ذلك كاليد، وهذا مذهب الأشعري وبعض أصحابه، وقد يحتمل أن يكون إصبعا من أصابع ملائكته، أو خلقا من خلقه سماه إصبعا، وقيل: هي كناية عن القدرة وعن النعمة، وقيل: قد يكون المراد ضرب المثل من أنه لا تعب عليه ولا لغوب في إظهار المخلوقات كلها ذلك اليوم " (٢). .

وأورد ابن الأثير الحديث الذي عند الزمخشري ثم شرح نحو شرحه، وأضاف إليه فقال: " وتخصيص ذكر الأصابع عن أجزاء القدرة والبطش لأن ذلك باليد، والأصابع أجزاؤها " (٣). .


(١) صحيح مسلم القدر (٢٦٥٤)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٦٨).
(٢) المشارق (١/ ٤٧)
(٣) النهاية (٣/ ٩)