للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خاتمة]

وبعد فإن هذه المعجزات التي ساقها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك التي محص الله بها القلوب، وثبت الإيمان، وانفضح المرجفون بنفاقهم، الممالئون لأهل الكفر؛ حيث جعل الله في غزوة تبوك مسببات، يتزعزع معها الإيمان الهش، ولا يصمد معها إلا الإيمان الصادق، كما قال تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} (١).

وهذه المعجزات التي برزت في غزوة تبوك كانت مما زاد الله بها المؤمنين إيمانا وتصديقا وحسن اتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم، وملأت قلوب المنافقين حقدا ومعاندة فكانت هذه الغزوة وما نزل فيها من آيات كريمات في سورة التوبة: مجلية للأعمال الخفية، ومبرزة لمكنون الضمائر، ومحبطة لدنيء الأعمال، حيث محص الله القلوب وبرزت النوايا. كما كان من


(١) سورة الرعد الآية ١٧