للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١١ - التزوج بالنساء الصالحات: إن اختيار طريق الطهر والعفة في قضاء الوطر له آثاره الحميدة في الدنيا والآخرة، ومن الآثار الجميلة وجود الأولاد الصالحين الذين هم قرة العيون في الحياة الدنيا، ومنها السكن والمتعة والراحة والاطمئنان مع الزوجات اللاتي هن من نعيم الدنيا، ومن هذه الآثار الرزق والغنى؛ قال تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (١). قال ابن كثير: وقوله تعالى: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (٢) لأن قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: رغبهم الله في التزويج، وأمر به الأحرار والعبيد، ووعدهم عليه الغنى، فقال: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (٣) وأخرج ابن أبي حاتم بسنده من حديث أبي بكر الصديق قال: أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، ينجز لكم ما وعدكم من الغنى؛ قال تعالى: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (٤) وعن ابن مسعود: التمسوا الغنى في النكاح؛ يقول الله تعالى: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (٥) وأخرج الترمذي بسنده من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة حق على الله عونهم، المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف (٦)» قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. وأخرج الحاكم بسنده من


(١) سورة النور الآية ٣٢
(٢) سورة النور الآية ٣٢
(٣) سورة النور الآية ٣٢
(٤) سورة النور الآية ٣٢
(٥) سورة النور الآية ٣٢
(٦) أخرجه الترمذي في جامعه ٤/ ١٨٤ رقم ١٦٥٥، وأخرجه النسائي في السنن ٦/ ٦١، وأخرجه البغوي ٥/ ٧٤، وذكره ابن كثير في التفسير ٤/ ١٠٨، ٦/ ٥٤.