إن دراسة منهج أي مفسر تعني معرفة مصادره التي اعتمد عليها في تفسيره وطريقة استفادته من هذه المصادر والأسلوب الذي اتبعه في عرض هذه المعلومات والجانب الذي غلب على تفسيره، فبعض المفسرين يعتني بذكر أقوال السلف المأثورة، فيغلب على تفسيره الأثر، وبعضهم يعتني بذكر اجتهادات العلماء المتأخرين بجانب أقوال السلف، فيغلب على تفسيره الرأي، كما أن المفسر يتأثر تفسيره بالعلم الذي تخصص فيه من حديث أو عقيدة أو فقه أو لغة أو بلاغة أو نحو أو تأريخ وغير ذلك من العلوم، فعلى الدارس للتفسير أن يبرز هذا الجانب في دراسته ومدى ظهور اختصاص المفسر على تفسيره، وتلون هذا التفسير بذلك الاختصاص.
وأن يتعرف على موقف المفسر من القصص الإسرائيلية التي استهوت بعض المفسرين، فأخذوا يسطرونها في تفاسيرهم حبا لمعرفة المجهول، أو متابعة لمن سبقهم من المفسرين، وقد اختلفت اتجاهات المفسرين في هذه