للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التعريفات]

في اللغة: الإحسان ضد الإساءة، ورجل محسن ومحسان، وأحسن به الظن: نقيض أساءه، والفرق بين الإحسان والإنعام: أن الإحسان يكون لنفس الإنسان ولغيره، تقول: أحسنت إلى نفسي. والإنعام: لا يكون إلا لغيره. وهو يحسن الشيء: أي يعمله، ويستحسن الشيء: أي يعده حسنا (١).

والإحسان يقال على وجهين: أحدهما الإنعام على الغير، يقال: أحسن إلى فلان.

والثاني: إحسان في فعله، وذلك إذا عمل عملا حسنا، وعلى هذا قول أمير المؤمنين رضي الله عنه: (الناس أبناء ما يحسنون) أي منسوبون إلى ما يعملون، وما يعملونه من الأفعال الحسنة، قال تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} (٢). والإحسان أعم من الإنعام، قال تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} (٣) (٤).

وفي الاصطلاح:

هو ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك (٥)».


(١) لسان العرب جـ ١٣ ص ١٧ ط دار صادر، بيروت.
(٢) سورة السجدة الآية ٧
(٣) سورة الإسراء الآية ٧
(٤) المفردات للراغب الأصفهاني ص ١١٨، ١١٩ ط دار المعرفة.
(٥) أخرجه البخاري في الصحيح. انظر: فتح الباري جـ ١ ص ١١٤ رقم ٥٠ كتاب الإيمان، وأخرجه مسلم في الصحيح، كتاب الإيمان رقم ٧، ج ١ ص ٤٠ من حديث أبي هريرة. وللإحسان في الاصطلاح معان أخرى، مثل الإحسان للوالدين ببرهما وعدم عقوقهما، والإحسان في القتل والذبح، بالإسراع، وعدم التعذيب، والإحسان يدخل في كل شيء؛ بمعنى الإتقان، وبمعنى الرحمة والرأفة من الإنسان للمخلوقات. كما قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء. . .)) الحديث، وهذا ليس من بحثنا هنا.