المبحث السابع:. ثمرة الخلاف في الاحتجاج بالقراءة الشاذة:
بعد أن عرفنا موقف الأصوليين من (القراءة الشاذة) من جهة ثبوت كونها حجة شرعية أو عدم ثبوتها، والذي أسفر عن مذهبين مشهورين أحدهما بجواز الاحتجاج بها، والآخر بعدمه.
فإن الخلاف فيها ليس خلافا لفظيا لا تنهض به ثمرة عملية تتعلق بمسائل الفقه، وإنما هو خلاف معنوي ظهرت فائدته في بعض الفروع الفقهية التي جال فيها الفقهاء قبولا لتلك القراءة أو عدولا عنها.
ولعل من المناسب هنا قبل الشروع في بيان ثمرة الخلاف أن نتعرف على موقف الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى من الاحتجاج بالقراءة الشاذة من خلال المطالب التالية:
المطلب الأول: موقف الإمام أبي حنيفة:
الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى يحتج بالقراءة الشاذة لا على أنها قرآن لعدم التواتر فيها، وإنما لكونها خبرا منقولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من صحابي عدلي ثقة، كما ذكر ذلك السرخسي، ومحمد أمين فيما سبق.
ومن ثم ذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى إلى شرط التتابع في صيام كفارة اليمين احتجاجا بقراءة ابن مسعود رضي الله تعالى عنه:" فصيام ثلاثة أيام متتابعات ".