للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المطلب الثالث: استئذان الناس بعضهم من بعض:

أرسى الإسلام دعائم الأخلاق، في المجتمع المسلم، كما مر بنا في المقدمة، فلا غيبة ولا نميمة، ولا تطاول على حقوق الآخرين، إلا بعد الاستئذان.

وقد جاء القرآن الكريم، مبينا حكم ذلك، بالتفصيل. قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (١) {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (٢) {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} (٣) فهذا حكم عام، تناول حرمة الدخول إلى بيوت الغير، إلا بعد الاستئذان، فإن لم يوجد فيها أحد فلا يجوز دخولها، لأنه لم يؤذن له {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ} (٤). أما البيوت العامة، كالفنادق، والمحلات التجارية، فلا حاجة للاستئذان، لأنها غير مهيأة، للكشف عن العورات.

أما الأحاديث التي وردت في الاستئذان، وأنواعه فهي كثيرة.

١٣ - فمن الأحاديث التي بينت كيفية الاستئذان، ما رواه الشيخان


(١) سورة النور الآية ٢٧
(٢) سورة النور الآية ٢٨
(٣) سورة النور الآية ٢٩
(٤) سورة النور الآية ٢٨