للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الثامن: الاستشارة في الفتوى والاستفادة من أهل الخبرة:

حيث كان – رحمه الله – كثير المشاورة لأهل العلم كثير الأخذ عنهم والاعتداد بآرائهم وخصوصا أعضاء هيئة كبار العلماء وأعضاء اللجنة الدائمة (١).

كما استفاد – رحمه الله – من أهل الخبرة؛ بالرجوع إليهم عند الحوادث المستجدة والتي لا يوجد لغالبها نظير في الفقه الإسلامي، فكثيرا ما كان يرد الأمر إلى أهل الاختصاص، ويعلق الفتوى على قولهم، ومثال ذلك:

(أ) سئل عن حكم امرأة مريضة بالسكر والقرحة ولا تستطيع الصوم (٢).

فأجاب – رحمه الله - «عليك مراجعة الطبيب المختص، فإن قرر الطبيب أن الصوم يضرك فأفطري، فإذا عافاك الله فاقضي بعد ذلك، وإن قرر الأطباء المختصون، أن هذا المرض يضره الصوم دائما، وأنه فيما يعلمون أن المرض سوف يستمر ولا يرجى برؤه، فإنك تفطرين وتطعمين عن كل يوم مسكينا نصف صاع من قوت البلد مقداره كيلو ونصف تقريبا والحمد لله، وليس عليك صيام لقول الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (٣).


(١) ينظر: «جوانب من سيرة الإمام» رواية الشيخ محمد بن موسى لمؤلفه محمد الحمد ص٢٦٠.
(٢) «مجموع فتاوى ومقالات متنوعة» (١٥/ ٢١٩).
(٣) سورة التغابن الآية ١٦