للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

س ٣: معلوم أن هناك جيوشا غير إسلامية تقاتل حاكم العراق معنا، فهل قتالنا معهم تحت راية واحدة يعتبر جهادا، ومن قتل منا هل يعتبر شهيدا؟

جـ ٣: المجاهد في هذا السبيل إن أصلح الله نيته، وهو يجاهد لدفع الظلم ونفع المسلمين فهو مجاهد في سبيل الله وهو شهيد إن قتل.

وهذه الجيوش ليست تحت راية الكفرة. . كل جيش تحت قيادة قائده، فالجيوش السعودية تحت قائدها خالد بن سلطان وتحت القائد الأعلى خادم الحرمين الشريفين، والجيوش المصرية تحت قائدها المصري. والجيوش السورية تحت قائدها السوري، والجيوش الإنجليزية تحت قائدها الإنجليزي، وهكذا.

ولكن بينهم اتفاق على التنظيم. . لا بد منه والله تعالى يقول: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (١) فلا بد من التنظيم والتعاون بين الجميع حتى لا يحدث الفشل، وحتى لا يطمع العدو.

«والنبي -صلى الله عليه وسلم- جاءه رجل وسأله قائلا: "إذا جاءني رجل يريد مالي؟

قال:

لا تعطه مالك. قال: فإن قاتلني؟ قال: قاتله. قال: فإن قتلني؟ قال: فأنت شهيد. قال: فإن قتلته؟ قال: هو في النار (٢)» أخرجه مسلم في صحيحه.

فإذا كان هذا في إنسان يدافع عن ماله، فكيف بمن يدافع عن دينه، وعن إخوانه المسلمين وعن حرماته. والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد (٣)».

وأنت أيها المسلم المجاهد في هذه الحرب، إن أصلح الله نيتك، تقاتل عن دين الإسلام، وعن نفوس المسلمين وأموالهم وبلادهم وعن عامة المسلمين وحرماتهم، وتصد عنهم عدوا ملحدا أكفر من اليهود والنصارى، وتجاهد لإزالة ظلمه ودفع شره.


(١) سورة الأنفال الآية ٤٦
(٢) صحيح مسلم الإيمان (١٤٠).
(٣) سنن الترمذي الديات (١٤٢١).