للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عقيدة الأمة في المهدي المنتظر]

للشيخ: يوسف بن عبد الرحمن البرقاوي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد كثر الحديث والسؤال في هذه الأيام عن المهدي المنتظر، وذلك لكثرة من يدعيه في كل عصر من أهل الأهواء وأصحاب الأطماع من المرتزقة الذين اتخذوا هذه الدعوة جسرا للوصول إلى غايات وتحقيق أهداف.

وهناك من الناس من يتساءل عن أخبار المهدي على أمل البشرى والتفاؤل بالخير، وتغير الأحوال، وتفريج كرب الأمة مما نزل بها من بلاء وعناء، وما حل بها من كوارث ومصائب، وما لحق بها من آلام وأضرار، حيث تكالبت عليها قوى الشر والعدوان كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها (١)».

رواه أبو داود في سننه من حديث ثوبان -رضي الله عنه-.

وبالرجوع إلى أحداث التاريخ نجد أن قضية المهدي تستغل عبر القرون وعلى مر العصور من قبل أهل الأهواء، وذلك للوصول إلى منصب الحكم وقيادة الأمة لتحقيق أغراض فيها.


(١) سنن أبو داود الملاحم (٤٢٩٧)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٢٧٨).