للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما السنة: فمن وجهين:

أحدها: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-.

والثاني: سكوته.

أما قوله فكثير، فنقتصر على ما يكفي:

منها: ما روى أبو الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «هذا القرآن مأدبة الله تعالى، فتعلموا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة [لمن] تبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ [فيستعتب] (٢)، ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد، فاتلوه، فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات ألا إني لا


(١) نقله ابن كثير عنه في كتابه "فضائل القرآن ". أما كتاب أبي عبيدة فلم أطلع عليه. وأخرجه الدارمي عن ابن مسعود، وذكره ابن الأثير في جامعه عن ابن عمر، وعزاه إلى رزين، وذكره ابن كثير في "فضائل القرآن" وقال فيه: غريب من هذا الوجه. وضعفه لضعف أبي إسحاق الهجري، وقال: إن له شاهدا من وجه آخر. انظر: جامع الأصول (٨/ ٤٦٣)، وسنن الدارمي (٢/ ٤٣٥)، ومجمع الزوائد (٧/ ١٦٤)، وفضائل القرآن (ص١٦). ووهم أبو بكر الهيثمي فذكر اسم أبي إسحاق الهجري: مسلم بن إبراهيم، والصواب: أنه إبراهيم بن مسلم. قلت: يريد بالشاهد حديث الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب عند الترمذي ستكون فتنة، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم. . . الحديث، وهو ضعيف لضعف الحارث الأعور. قال فيه الترمذي: "هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي إسناده مجهول. وفي الحارث مقال أ. هـ، والصحيح أنه موقوف على ابن مسعود. جامع الترمذي (٥/ ١٥٢)، تهذيب التهذيب (٢/ ١٤٥).
(٢) ساقطة من الأصل. (١)