في بداية الدعوة الإسلامية نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور، والنهي عام للرجال والنساء، وذلك سدا للذريعة؛ لأن العرب كانت في الجاهلية تتسخط على أقدار الله عند المصيبة، وكانوا يقولون هجرا كقولهم يا خيبة الدهر؛ ولهذا منع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه من زيارة القبور؛ لقربهم من الجاهلية، وخشية الفتنة بها، كما افتتن بها أهل الكتابين من يهود ونصارى، وعظموا القبور حتى عبدت من دون الله.
ولما تمكن الإيمان في قلوب الصحابة رضوان الله عليهم، واستقرت عقيدة التوحيد في نفوسهم، وتعلقت قلوبهم بالله وحده عبادة وتعظيما لشرعه القويم وامتثالا لدينه الحنيف، أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزيارة الشرعية للقبور، وخص بذلك الرجال دون النساء، كما وردت الأدلة الشرعية في منعهن زيارة القبور كما سيأتي.