للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سؤال: ما حكم استثمار الأموال في البنوك. علما بأن هذه البنوك تعطي فائدة لوضع المال فيها؟

جواب: من المعلوم عند أهل العلم بالشريعة الإسلامية أن استثمار الأموال في البنوك بفوائد ربوية محرم شرعا كبيرة من الكبائر ومحاربة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال الله عز وجل: الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.

وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (١) {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} (٢). وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنه لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء (٣)» أخرجه مسلم في صحيحه.

وخرج البخاري في الصحيح عن أبي جحيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم «لعن آكل الربا وموكله (٤)» ولعن المصور. وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اجتنبوا السبع الموبقات. قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.

والآيات والأحاديث في هذا المعنى، وهو تحريم الربا والتحذير منه كثيرة


(١) سورة البقرة الآية ٢٧٨
(٢) سورة البقرة الآية ٢٧٩
(٣) صحيح مسلم المساقاة (١٥٩٨)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٠٤).
(٤) صحيح مسلم المساقاة (١٥٩٧، ١٥٩٨)، سنن الترمذي البيوع (١٢٠٦)، سنن أبو داود البيوع (٣٣٣٣)، سنن ابن ماجه التجارات (٢٢٧٧)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٠٤)، سنن الدارمي البيوع (٢٥٣٥).