إذا أمعنا النظر في الأفكار والطروحات التي عرضنا لها آنفا يتضح لنا جليا أن صاحبها يرى أنه لا بد من خروج المرأة المسلمة من بيتها ومخالطتها الرجال الأجانب للمشاركة في العمل في المؤسسات الاقتصادية والسياسية والصحية والتعليمية والثقافية بهدف تبليغ الدعوة الإسلامية، وذلك لما يلي:
١ - لأن الإسلام لم يمنع اختلاط الجنسين، ولم يمنعه النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام، فقد كانت مجتمعاتهم مختلطة في المساجد والأسواق ومجالس العلم وساحات الجهاد ومجالس التشاور في أمور المسلمين، ولم يمنع الاختلاط إلا في المجتمعات الإسلامية الانفصالية التي سادت في عصور الانحطاط.
٢ - ولعدم صحة الاستدلال بقوله تعالى:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}(١) على منع الاختلاط، وذلك لاختلاف العلماء في معنى الآية، فذهب بعضهم إلى أنها من (الوقار)، وذهب البعض الآخر إلى أنها من (القرار)،