قال الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من لم يعرف الجاهلية لم يعرف الإسلام. وهذا قول صادق ينطبق علينا اليوم تمام الانطباق، فقد كانت تردت أحوال أمتنا العربية والإسلامية في كافة أنحاء العالم عامة، وفي بلدان الجزيرة العربية خاصة، قبل قيام هذا الكيان العظيم، وبلغت الحياة في كافة مجالاتها درجة سيئة للغاية من التدني والانحطاط، فالجهل ضارب بجرانه، والتفكك واضطراب حبل الأمن قد بلغ حدا لا مزيد عليه، إلى أن هب المنقذ العظيم، والمصلح الشهيم، جلالة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، فرفع راية الجهاد في سبيل الله، وحمل السلاح معتصما بالكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح، فكتب الله له النصر والنجاح، وأعز به الإسلام والمسلمين، فأرسى قواعد الحكم، ولم شعث الأمة في الجزيرة العربية، وضم أطراف البلاد، ووحد كلمة أهلها باسم المملكة العربية السعودية، فصارت منطلقا للدعوة إلى الله تعالى واتباع سبيل رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(١)، من بعد أن كانت قد تمزقت كل ممزق، وتشتت شملها، وتفكك كيانها، وعمت الفوضى والاضطراب كل أرجائها، وانفرط حبل الأمن فيها، وانفلتت أزمة الأمور من أيدي أهلها، وانتشر الفساد في كل