ربوعها، حتى في أقدس بقاع الأرض، مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وهما مهبط الرسالة، ومنبثق النور، ومنطلق الدعوة الإسلامية، حيث عادت مظاهر الجاهلية الأولى على نحو قريب مما كانت عليه قبل الإسلام، يعرف ذلك كل من كان في سني أو أسن مني، فالشركيات والبدع والخرافات وسفك الدم الحرام والزنا والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل والتحاكم إلى الطاغوت منتشرة بين الأقوام، الخواص منهم والعوام، وقد أدركت في فيفاء بالذات بعض الأنصاب والمزارات والمناشح، واطلعت في القواعد القبلية على ما يشير إلى بعض الأماكن التي كانوا يتخذونها أعيادا ومتابات، وبلغ الجهل حدا لا مزيد عليه، مع أن فيفا كانت أحسن حالا من غيرها، حيث ظهرت فيها جماعة الموحدة وبعض العلماء والنزاع من رؤساء العشائر، الذين أدخلوا بعض الإصلاحات في قواعدهم، كالشيخ يحيى بن شريف الذي منع المناصب، وختان التجليد، والختنة، وحرب العدة والعزيمة، وسار على نهجه من بعده ولده الشيخ علي بن يحيى بن شريف، إلا أن مظاهر الجهل والفساد بقي الغالب، حتى ضبط أمر البلاد الملك عبد العزيز رحمه الله، فقضى عليها قضاء مبرما. وبعد استتباب الأمن وعلى وجه التحديد في عام ١٣٥٧ هـ بدأت انطلاقة التعليم، حيث ألزم أمير فيفاء رشيد بن خثلان والشيخ علي بن يحيى بن شريف بمعاليم لتعليم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة وأمور الدين، فظهر جيل من الناس يقرؤون ويكتبون ويحسنون أداء شعائر الدين، ثم أسس الداعية المصلح الشيخ عبد الله القرعاوي أول مدرسة علمية عام