للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل]

فإن قالوا: هذا قول محمد-صلى الله عليه وسلم- فهذا باطل لهذه الوجوه كلها (١).

ومن وجه آخر: وهو أنهم وافقوا الوليد بن المغيرة هو: الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم. زعيم من زعماء قريش، وطاغية من طغاتهم، ومات على الشرك، وهو زعيم بني مخزوم، ووالد خالد بن الوليد -رضي الله عنه-. انظر: الكامل لابن الأثير (٢/ ٥٢). في قوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} (٢) ولهم من الجزاء ما وعد به الوليد بقوله تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} (٣) فهم رفقته في سقر، كما وافقوه في [زعمه] (٤) إن هذا إلا قول البشر.

ويرد عليهم من الجواب ما أجاب الله- تعالى- به المشركين بقوله سبحانه: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُون} (٥) {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} (٦)، وقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} (٧)، وسائر الآيات الدالة على الرد على قائل هذه المقالة، وتصير مناظرتهم مع رب العالمين، وخصمهم أحكم الحاكمين وأصدق


(١) يعني الوجوه الثمانية التي يرد بها على الزعم أن القرآن من كلام جبريل.
(٢) سورة المدثر الآية ٢٥
(٣) سورة المدثر الآية ٢٦
(٤) ساقطة من الأصل.
(٥) سورة الطور الآية ٣٣
(٦) سورة الطور الآية ٣٤
(٧) سورة البقرة الآية ٢٣