للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الفتوى رقم " ١٢٥٧ "

السؤال: بعض العلماء يكتبون آيات من القرآن على لوح أسود ويغسلون الكتابة بالماء ويشربون وذلك رجاء استفادة علم أو كسب مال أو صحة وعافية ونحو ذلك وأيضا يكتبون على القرطاس ويعلقونه في عنقهم للحفظ فهل هذا حلال للمسلم أم حرام؟

الجواب: أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرقية بالقرآن والأذكار والأدعية ما لم تكن شركا أو كلاما لا يفهم معناه لما روى مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك قال: «كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا على رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك (١)» وقد أجمع العلماء على جواز الرقى إذا كانت على الوجه المذكور آنفا مع اعتقاد أنها سبب لا تأثير له إلا بتقدير الله تعالى. أما تعليق شيء بالعنق أو ربطه بأي عضو من أعضاء الشخص، فإن كان من غير القرآن فهو محرم بل شرك لما رواه الإمام أحمد في مسنده عن عمران بن حصين - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال ما هذا؟ قال من الواهنة فقال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا (٢)» وما رواه عن عقبة بن عامر عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له (٣)». وفي رواية لأحمد أيضا: «من تعلق تميمة فقد أشرك (٤)» وما رواه أحمد وأبو داود عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الرقى


(١) مسلم ١٤/ ١٨٧ أبو داود ٤/ ٢١٤
(٢) الإمام أحمد ٤/ ٤٤٥ وابن ماجه ٢/ ١١٦٧.
(٣) الإمام أحمد ٤/ ١٥٤ والحاكم في المستدرك ٤/ ٤١٧.
(٤) الإمام أحمد ٤/ ١٥٦