والحكمة من أعظم الركائز وأهمها التي تقوم عليها الدعوة إلى الله، ولهذا أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو بها في قوله تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}(١)
والحكمة في المفهوم الدعوي لا تقتصر على الكلام اللين، أو أسلوب الترغيب وحده، أو التودد والتلطف دوما فحسب، بل هي تشمل ذلك وغيره وحقيقتها أن توضع هذه الأمور وغيرها من التصرفات الحميدة والأساليب الجميلة وتستخدم في مواضعها المناسبة لها، فالرفق واللين يستخدمان في موضعهما والحزم والقوة يستخدمان في موضعهما المناسب لهما.
والحكمة لا تعني بأي حال من الأحوال الضعف والخور والجبن