وإذا ضاقت المناسبة عن الاستقصاء فلا أقل من الإشارة إلي بعض هذه النتائج في المصير الراهن للعالم الإسلامي.
من أوائل دفعات الابتعاث وأجدرها بالتذكر والاعتبار وفود الطلاب الأتراك على باريس للدراسة في مطالع القرن العشرين، وكانت فرنسا آنذاك في ذروة التفاعل مع ثورتها التي أطاحت بالملكية، وفي هذا الحمام اللاهب من دماء ضحايا الثورة الفرنسية غسلت أدمغة أولئك الفتيان الأتراك من كل إيمان بالإسلام، وحشيت بالحقد على الخلافة الإسلامية وكل ما يمت إليها بسبب من حمية الجهاد في سبيل الله والارتباط الأخوي مع كل الأجناس التي أظلتها راية الخلافة.
وما أن وطئت أقدام هذه الناشئة المضللة شواطئ مرمرة والدردنيل، وفتحت لها أبواب الجيش بزعم تحديثه وفقا للأساليب الغربية الجديدة، حتى بدءوا في بث ألغام التدمير في أساس الجيش الذي صمد طوال خمسة قرون في معركة الدفاع عن دين الله، وعن كلمة التوحيد التي انجابت أنوارها عن الأرض، ولم يبق لها من وجود إلا في الرسالة الخاتمة التي بعث الله بها رسوله محمدا بشيرا ونذيرا ورحمة للعالمين.
وعلى يد هذه الطغمة حققت الماسونية اليهودية وحليفتها الصليبية المستشرقة ما عجزت عنه الحملات الصليبية التسع طوال قرنين من تحطيم وحدة المسلمين، وتفتيتهم إلي قوميات متناحرة تقوم بمهمة الإجهاز على بقبة الأمل في إحياء ماضي الإسلام. . ثم توالت النكبات بعضها إثر بعض حتى لم يبق جزء من الكيان الإسلامي إلا اكتسحته الراجفة تتبعها الرادفة.
ومن هنا يتبين لكل ذي بصيرة أن التعليم هو المرتكز الذي عليه المعول في عملية الهدم والبناء فبالتعليم الصحيح المنبثق من الوحي الإلهي خرج العرب