ثم قال جل وعلا:{وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا}، اليتيم فاقد الأب يجب احترامه ورعايته؛ لأن المسلم أخو المسلم، يرعى الصغير كما يرعى الكبير:«لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»(١) ولما كان اليتيم قد تؤكل أمواله، ويستغل صغره وجهله، وعدم علمه فيتولى أموالهم من لا يحسنها، ولا يحسن العمل فيها، ولا يخاف الله ولا يراقبه فيها، فقد جاء التحذير في سور القرآن: في النساء وفي الأنعام، وفي الإسراء، وفي سورة الماعون، التحذير من أكل أموال اليتامى فقال سبحانه:{وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، أي أحسن له وأرفق لماله، وأنمى لهذا المال لا من أجل شهواتكم وأهوائكم، قال تعالى:{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ}،
(١) أخرجه البخاري في صحيحه ح١٣، ومسلم في صحيحه ح٤٥.