للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الافتتاحية]

لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

البيوع المنهي عنها

إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد، فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، من حكمة الرب جل وعلا أن جعل الناس يحتاج بعضهم إلى بعض في تبادل مصالحهم الدنيوية، فليس الإنسان وحده قادرا أن يستوفي كل حاجياته بمفرده دون مساعدة من الآخرين، بل لا بد أن يكون عنده ما يحتاج غيره إليه، وعند غيره ما يكون هو محتاجا إليه.

ولهذا أحل الله البيع والتجارة، قال تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ} (١) وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} (٢)؛ لأن في حل البيع والتجارة تبادل المنافع بين العباد، والله حكيم عليم.


(١) سورة البقرة الآية ٢٧٥
(٢) سورة النساء الآية ٢٩