للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ج - مشهد البحار:

من المشاهد المهولة في يوم القيامة تغير البحار عن طبيعتها المعهودة لما يحصل لها من أمر الله تعالى وذلك بخرابها كما قال تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} (١).

وقد ذكر المفسرون أقوالا كثيرة لمعنى سجرت وكلها تعطي معنى للتغيرات المفجعة التي أرادها الله تعالى.

قال الشوكاني: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} (٢) أي: أوقدت فصارت نارا تضطرم.

وقال الفراء: ملئت بأن صارت بحرا واحدا وكثر ماؤها، وبه قال الربيع بن خيثم والكلبي ومقاتل والحسن والضحاك.

وقيل أرسل عذبها على مالحها، ومالحها على عذبها حتى امتلأت، وقيل فجرت فصارت بحرا واحدا.

وروى عن قتادة وابن حبان أن معنى الآية: يبست ولا يبقى فيها قطرة، يقال سجرت الحوض أسجره سجرا: إذا ملأته.

وقال القشيري: هو من سجرت التنور أسجره سجرا: إذا أحميته.


(١) سورة التكوير الآية ٦
(٢) سورة التكوير الآية ٦