ثم قال جل وعلا:{وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا}، أمر المسلمين في معاملاتهم أن يلزموا العدل في تعاملهم فيما بينهم وبين عباد الله، فإن المطففين إن كان الحق لهم استوفوه، وإن كان لغيرهم نقصوه، وهكذا كثير من الناس، إن كانت الحقوق لهم سعوا في طلبها، وإن كانت عليهم ماطلوا بها، إن كان للعمال حقوق طالبوهم بالخدمة، وطالبوهم بالقيام بالواجب، ولكن حقوق العمال في ذممهم، تكون ثقيلة عليهم وشاقة عليهم، فيماطلون ويؤخرون، ويرجئون ويتلاعبون، ولهذا قال الله:{وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ}، أي بالعدل، فكما أن هذا في الكيل والوزن، فكل الحقوق سواء، كما في الحديث:«من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه»(١)
(١) أخرجه الإمام أحمد ٢/ ١٦١ ح٦٥٠ و٦٥٠٣، ومسلم في صحيحه ح١٨٤٤.