للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشبهة الثامنة:

ما روي عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أنه قال: «أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: يا رسول الله، ما الموجبتان؟، قال: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار (١)»، (٢).

وجه الاستدلال: في الحديث وعد لمن مات لا يشرك بالله شيئا بدخول الجنة، ومرتكب الكبيرة لا يشرك بالله شيئا، فلو مات على ذلك فإن الوعد سيشمله بدخول الجنة.

الجواب: يقال لهم: المراد بقوله: دخل الجنة أن مصيره الجنة، لكن إن لم يكن صاحب كبيرة مات مصرا عليها دخل الجنة أولا، وإن كان صاحب كبيرة مات مصرا عليها فهو تحت المشيئة، فإن عفي عنه دخل الجنة أولا، وإلا عذب ثم أخرج من النار وأدخل الجنة (٣). والله أعلم.


(١) رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، انظر: مسلم (بشرح النووي) جـ ٢ صـ ٩٣.
(٢) انظر: حجج القرآن صـ ٤٣.
(٣) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي جـ ١ صـ ٢١٩، جـ ٢ صـ ٩٧.