للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

س: إنني أحب الجهاد وقد امتزج حبه في قلبي. ولا أستطيع أن أصبر عنه، وقد استأذنت والدتي فلم توافق، ولذا تأثرت كثيرا ولا أستطيع أن أبتعد عن الجهاد. سماحة الشيخ: إن أمنيتي في الحياة هي الجهاد في سبيل الله وأن أقتل في سبيله وأمي لا توافق. دلني جزاك الله خيرا على الطريق المناسب.

ج: جهادك في أمك جهاد عظيم، إلزم أمك وأحسن إليها، إلا إذا أمرك ولي الأمر بالجهاد فبادر، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم: «وإذا استنفرتم فانفروا (١)».

وما دام ولي الأمر لم يأمرك فأحسن إلى أمك، وارحمها، واعلم أن برها من الجهاد العظيم، قدمه النبي - صلى الله عليه وسلم - على الجهاد في سبيل الله، كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه قيل له: «(يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله) قيل: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين) قيل ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) (٢)» متفق على صحته. فقدم برهما على الجهاد، وجاء رجل يستأذنه، قال: «يا رسول الله: أحب أن أجاهد معك. فقال له - صلى الله عليه وسلم: (أحي والداك؟) قال: نعم. قال: (ففيهما فجاهد) (٣)». متفق على صحته، وفي رواية أخرى قال - صلى الله عليه وسلم: «ارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك وإلا فبرهما (٤)». فهذه الوالدة ارحمها وأحسن إليها حتى تسمح لك،


(١) صحيح البخاري الحج (١٨٣٤)، صحيح مسلم الحج (١٣٥٣)، سنن الترمذي السير (١٥٩٠)، سنن النسائي البيعة (٤١٧٠)، سنن أبو داود الجهاد (٢٤٨٠)، سنن ابن ماجه الجهاد (٢٧٧٣)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣١٦)، سنن الدارمي السير (٢٥١٢).
(٢) صحيح البخاري الإيمان (٢٦)، صحيح مسلم الإيمان (٨٣)، سنن الترمذي فضائل الجهاد (١٦٥٨)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٤)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٠٨)، سنن الدارمي الجهاد (٢٣٩٣).
(٣) صحيح البخاري الجهاد والسير (٣٠٠٤)، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٤٩)، سنن الترمذي الجهاد (١٦٧١)، سنن النسائي الجهاد (٣١٠٣)، سنن أبو داود الجهاد (٢٥٢٩)، سنن ابن ماجه الجهاد (٢٧٨٢)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٩٣).
(٤) سنن أبو داود الجهاد (٢٥٣٠)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٧٦).