للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السابع عشر: أن النبوة أفضل من الرسالة وأن الولي أفضل من الرسول يقول ابن عربي:

مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي

يقول ابن القيم: (وهذا قلب للحقيقية التي اتفق عليها المسلمون وهو أن الرسول أفضل من النبي الذي ليس برسول، والنبي أفضل من الولي الذي ليس بنبي.

والرسالة تنتظم النبوة والولاية كما أن النبوة تنتظم الولاية وأن أفضل الأولياء أكملهم تلقيا عن الأنبياء وهو أبو بكر الصديق فإنه أفضل من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعمر كان كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنه كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر (١)» فعمر كان محدثا ملهما وهو أفضل المحدثين من هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، وليس في أولياء هذه الأمة من يأخذ عن الله سبحانه وتعالى شيئا بلا واسطة نبي أفضل من عمر ومع ذلك فكل ما يرد عليه بدون وساطة النبي عليه أن يعتبره بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فإن وافقه قبله وإن خالفه رده كما كان يفعل عمر بن الخطاب؛ فإنه كان إذا وقع له شيء جاءت السنة بخلافه ترك ما عنده لما جاءت به السنة) (٢).

ومما تقدم لنا من العقائد يظهر مدى ما وصل إليه التصوف عند


(١) صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٣٩٨)، سنن الترمذي المناقب (٣٦٩٣)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٥٥).
(٢) انظر الصفدية (١/ ٢٥٢، ٢٥٣).