السلطان الكبير، الملك الناصر صلاح الدين، أبو المظفر، يوسف بن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب، الدويني ثم التكريتي المولد.
ولد في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة إذ أبوه نجم الدين متولي تكريت نيابة.
ودوين: بليدة بطرف أذربيجان من جهة أران والكرج، أهلها أكراد هذبانية.
سمع من أبي طاهر السلفي، والفقيه علي ابن بنت أبي سعد، وأبي الطاهر بن عوف، والقطب النيسابوري. وحدث.
وكان نور الدين قد أمره، وبعثه في عسكره مع عمه أسد الدين شيركوه، فحكم شيركوه على مصر، فما لبث أن توفي، فقام بعده صلاح الدين، ودانت له العساكر، وقهر بني عبيد، ومحا دولتهم، واستولى على قصر القاهرة بما حوى من الأمتعة والنفائس، منها الجبل الياقوت الذي وزنه سبعة عشر درهما ; قال مؤلف " الكامل " ابن الأثير: أنا رأيته ووزنته
وخلا القصر من أهله وذخائره، وأقام الدعوة العباسية. وكان خليقا للإمارة، مهيبا، شجاعا حازما، مجاهدا كثير الغزو، عالي الهمة، كانت دولته نيفا وعشرين سنة.
وتملك بعد نور الدين، واتسعت بلاده. ومنذ تسلطن، طلق الخمر واللذات، وأنشأ سورا على القاهرة ومصر وبعث أخاه شمس الدين في سنة ثمان وستين، فافتتح برقة، ثم افتتح اليمن، وسار صلاح الدين، فأخذ دمشق من ابن نور الدين.
وفي سنة إحدى وسبعين حاصر عزاز ووثبت عليه الباطنية، فجرحوه.
وفي سنة ثلاث كسرته الفرنج على الرملة، وفر في جماعة، ونجا.
وفي سنة خمس التقاهم وكسرهم.
وفي سنة ست أمر ببناء قلعة الجبل.
وفي سنة ثمان عدى الفرات، وأخذ حران، وسروج، والرقة، والرها، وسنجار، والبيرة، وآمد، ونصيبين، وحاصر الموصل، ثم تملك حلب، وعوض عنها صاحبها زنكي بسنجار، ثم إنه حاصر الموصل ثانيا وثالثا، ثم صالحه صاحبها عز الدين مسعود، ثم أخذ شهرزور والبوازيج.