للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

س ٦: هل يجوز لعن حاكم العراق لأن بعض الناس يقولون: إنه مادام ينطق بالشهادتين نتوقف في لعنه. . وهل يجزم بأنه كافر. . وما رأي سماحتكم في رأي من يقول بأنه كافر؟

ج ٦: هو كافر وإن قال لا إله إلا الله، حتى ولو صلى وصام، مادام لم يتبرأ من مبادئ البعثية الإلحادية، ويعلن أنه تاب إلى الله منها وما تدعو إليه، ذلك أن البعثية كفر وضلال. . فما لم يعلن هذا فهو كافر. . كما أن عبد الله بن أبي كافر وهو يصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقول لا إله إلا الله، ويشهد أن محمدا رسول الله، وهو من أكفر الناس. وما نفعه ذلك لكفره ونفاقه.

فالذين يقولون لا إله إلا الله من أصحاب المعتقدات الكفرية كالبعثيين والشيوعيين وغيرهم ويصلون لمقاصد دنيوية، فهذا لا يخلصهم من كفرهم لأنه نفاق منهم ومعلوم عقاب المنافقين الشديد كما جاء في كتاب الله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (١).

وصدام بدعواه الإسلام، أو دعواه الجهاد، أو قوله أنا مؤمن، كل هذا لا يغني عنه شيئا، ولا يخرجه من النفاق، ولكي يعتبر من يدعي الإسلام مؤمنا حقيقيا فلا بد من التصريح بالتوبة، مما كان يعتقده سابقا، ويؤكد هذا بالعمل، لقول الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا} (٢). فالتوبة الكلامية، والإصلاح الفعلي، لا بد معه من بيان، وإلا فلا يكون المدعي صادقا، فإذا كان صادقا في التوبة فليتبرأ من البعثية، وليخرج من الكويت ويرد المظالم على أهلها، ويعلن توبته من البعثية وأن مبادئها كفر وضلال. وأن على البعثيين أن يرجعوا إلى الله ويتوبوا إليه، ويعتنقوا الإسلام ويتمسكوا بمبادئه قولا وعملا ظاهرا


(١) سورة النساء الآية ١٤٥
(٢) سورة البقرة الآية ١٦٠