للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ثناء العلماء على السنن]

لن أستطيع الحصر ولا الاستقصاء لو أردت أن أذكر كل ما قيل في الثناء على هذا الكتاب العظيم ولذلك فسأكتفي بإيراد بعض الكلمات لأشهر العلماء:

* قال أبو زكريا الساجي:

كتاب الله أصل الإسلام، وكتاب " السنن " لأبي داود عهد الإسلام. (١).

* وقال محمد بن مخلد:

لما صنف أبو داود " السنن " وقرأه على الناس صار كتابه لأهل الحديث كالمصحف يتبعونه، وأقر له أهل زمانه بالحفظ فيه (٢).

* وقال ابن الأعرابي وأشار إلى النسخة وهي بين يديه:

لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله ثم هذا الكتاب لم يحتج معهما إلى شيء من العلم البتة. (٣).

وعلق الخطابي على كلمة ابن الأعرابي هذه فقال:

(وهذا - كما قال - لا شك فيه، لأن الله تعالى أنزل كتابه تبيانا لكل شيء وقال: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (٤) فأخبر سبحانه أنه لم يغادر شيئا من أمر الدين لم يتضمن بيانه الكتاب، إلا أن البيان على ضربين:

بيان جلي تناوله الذكر نصا، وبيان خفي اشتمل عليه معنى التلاوة ضمنا؛ فما كان من هذا الضرب كان تفصيل بيانه موكولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو معنى قوله سبحانه {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (٥) فمن جمع بين الكتاب والسنة فقد استوفى وجهي البيان، وقد جمع أبو داود في كتابه هذا من الحديث في أصول العلم وأمهات السنن وأحكام الفقه ما لا نعلم متقدما سبقه إليه ولا متأخرا لحقه فيه (٦).


(١) " تهذيب ابن عساكر " ٦/ ٢٤٤ " طبقات الشافعية " للسبكي.
(٢) تهذيب الأسماء واللغات " ٢/ ٢٢٤.
(٣) " معالم السنن " ١/ ١٢.
(٤) سورة الأنعام الآية ٣٨
(٥) سورة النحل الآية ٤٤
(٦) " معالم السنن " ١/ ١٢ - ١٣.)