لقد جعلت الدعوة كل مسلم مسئولا عن تطبيق أوامر الدين الإسلامي واجتناب نواهيه في المجتمع الإسلامي وذلك حسب استطاعته وهذا ما أطلق عليه اسم (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وهو دليل على عدم وجود فجوة بين المجال النظري للدعوة وبين التطبيق العملي للمؤمنين بها (١)، وهذا النظام لم تنكره الدعوة، وإنما هو إرث وتقليد قديم، إذ كان يطلق عليه نظام (الحسبة) ويسمى صاحبه (المحتسب) وعمله تطبيق قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان معه أعوان يراقبون أمور العبادة والأخلاق العامة والتجار وأرباب الحرف والأسعار والموازين، وهو مماثل لنظام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند