للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أغذية الإنسانية تنقسم إلى قسمين:

* القسم الأول: كل طعام طاهر غير حيوان كالنبات والثمار الجامدات والمائعات فهذا القسم قد اتفقوا على أنه مباح ما لم يكن متنجسا أو ضارا (١).

* القسم الثاني: حيوانات وهي على نوعين: برية وبحرية:

فالحيوانات البرية: هي ما لا يعيش إلا في البر، والأصل فيها الحل إلا ما نص الشارع على تحريمه.

وما يحل أكله منها نوعان:

* النوع الأول: حيوان أهلي كبهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم وكالدجاج.

* النوع الثاني: حيوان وحشي كالظباء والنعام والأرانب والطيور المباحة.

والحيوانات البحرية: هي ما لا يعيش إلا في الماء كالسمك والحيتان.

وكل هذه الحيوانات برية كانت أو بحرية يباح أكلها، إلا ما دل دليل من الشرع على تحريمه.

لكن الفرق بين النوعين أن الحيوانات البرية لا تحل بدون ذكاة، وأما الحيوانات البحرية فتحل بدون ذكاة؛ لأن الشارع قد فرق بينهما بذلك، قال تعالى في حيوانات البر: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ} (٢)، وقال في حيوانات البحر: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} (٣)، والمراد بطعامه ميتته عند جمهور العلماء (٤)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في البحر: «هو الطهور ماؤه، الحل ميتته (٥)»، فهذه النصوص تدل على التفريق بين حيوانات البر والبحر من حيث الذكاة وعدمها.


(١) الإفصاح لابن هبيرة (٢/ ٤٥٢).
(٢) سورة المائدة الآية ٣
(٣) سورة المائدة الآية ٩٦
(٤) تفسير الشنقيطي (١/ ٩٠).
(٥) رواه مالك والشافعي والأربعة وصححه ابن خزيمة.