هز مقتل عثمان بن عفان في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو خليفة المسلمين الشرعي، كثيرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - ومنهم محمد بن مسلمة - هزا عنيفا، واعتبروا ما حدث فتنة من الفتن لا تبقي ولا تذر، ومن واجبهم وواجب كل مسلم ألا يشارك فيها بسيفه ولا يده ولا لسانه، وألا يدخر وسعا في إخماد أوارها ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
ومن الخطأ أن نعتبر اعتزال محمد بن مسلمة الفتنة لأنه كان (عثمانيا) وأن نعتبر اعتزال أمثاله من كبار الصحابة، لأنهم كانوا عثمانيين، فما كان محمد بن مسلمة منتفعا من عثمان ولا من عهده ماديا ولا معنويا، ولا كان متهما بهذا الانتفاع من قريب أو بعيد، وما كان عثمان بالنسبة لمحمد بن مسلمة إلا رمزا للشرعية بالإضافة إلى مزاياه الأخرى التي لا يستطيع أن ينكرها عليه عدو ولا صديق، فإذا وقف محمد بن مسلمة إلى جانب عثمان سرا وعلنا، فقد وقف إلى جانب الشرعية دفاعا