من أشهر المساجد الأثرية وأظهرها المسجد الحرام بمكة المكرمة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة.
للمسجد الحرام طرازه الخاص بين المساجد، وهو يعرف بالبيت الحرام والبيت المحرم والبيت العتيق، ويسمى أيضا الكعبة المشرفة لتكعيبه أي تربيعه، وهو بيت الله الذي فرض الله الحج إليه لمن استطاع إليه سبيلا، وقبلة المسلمين في صلاتهم، وليس من شك في أن بناء الكعبة لحقته بعض الترميمات في العصور المختلفة، يرجع الفضل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إزالة الدور والبيوت التي كانت تحيط بالكعبة وبالمطاف، وإليه أيضا يرجع الفضل في بناء أول جدار حول الكعبة. وفي عام ٢٦هـ في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه جعل للمسجد أروقة. وفي ٤٤هـ، في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه (ت ٦٠هـ) أدخل المنبر لأول مرة إلى المسجد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الجمعة في المسجد الحرام، وهو واقف على الأرض. وفي عهد الوليد بن عبد الملك أجريت للمسجد الحرام عمارة كبرى.
وبسيطرة العثمانيين على مصر انتقلت إليهم بصفة رسمية السيادة على الحجاز ورعاية الحرمين بمكة والمدينة، وصار السلطان العثماني يلقب منذ ذلك الوقت بخادم الحرمين الشريفين. ونتيجة لعمارة العهد العثماني أصبح المسجد مستطيل الشكل تحيط به أروقة من جهاته الأربع، ترتكز سقفها على أعمدة معظمها من الرخام. وتقوم الكعبة في وسط الحرم، ولكنها تميل إلى الجنوب، ويحيط بها المطاف، وهو مرصوف بالرخام. وأهم المزارات الدينية بحرم الكعبة مقام إبراهيم عليه السلام وحجر إسماعيل عليه السلام وبئر زمزم.