للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجاهد

١ - في ردة اليمن:

عاد جرير إلى المدينة المنورة بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، فأخبر أبا بكر الصديق بارتداد من ارتد وثبات من ثبت على الإسلام.

ورد أبو بكر جريرا إلى بجيلة قومه، وأمره أن يستنفر من قومه من ثبت على الإسلام، ويقاتل بهم من ارتد عن الإسلام، وأن يأتي خثعم فيقاتل من خرج غضبة لذي الخلصة، فخرج جرير وفعل ما أمره، فلم يقم له أحد إلا نفر يسير، فقتلهم وتتبعهم (١).

ولم يقتصر نشاط جرير خلال هذه السنة - سنة اثنتي عشرة الهجرية - على الجهاد، بل شمل الإدارة أيضا، فبعث خالد بن الوليد عماله لقبض الجزية، وكان جرير عامله على بانقيا وبسما، فنزل على المنعة وقبض الجزية (٢)، واكتتب عمال الخراج، وكتبوا البراءات لأهل الخراج من نسخة واحدة وهذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

براءة لمن كان في كذا وكذا من الجزية، التي صالحهم عليها الأمير خالد بن الوليد، وقد قبضت الذي صالحهم عليه خالد، وخالد والمسلمون لكم يد على من بدل صلح خالد، ما أقررتم بالجزية، وكففتم. أمانكم أمان، وصلحكم صلح، نحن لكم على الوفاء.


(١) الطبري (٣/ ٣٢٢)، وابن الأثير (٢/ ٣٧٥).
(٢) الطبري (٣/ ٣٦٩).