للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أوقات الصلاة]

{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (١)}.

يبدأ وقت الصلاة بوقت معين يختلف حسب الموقع على الكرة الأرضية، كما يختلف حسب الوقت على مدار السنة، وينتهي وقت الصلاة بوقت معين يختلف أيضا بالنسبة للمكان والزمان، فلا تجوز الصلاة قبل بدء الوقت إلا في حالة الجمع (حيث يباح للمسافر والمريض جمع الظهر والعصر وجمع المغرب والعشاء تقديما أو تأخيرا) كما أن الصلاة لا تجوز بعد انتهاء الوقت بموجب الآية السابقة إلا ما استثناه الحديث الصحيح: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها حين يذكرها لا كفارة لها إلا ذلك (٢)».

فالنوم والنسيان الذي كتبه الله على بني آدم عذران مقبولان يبيحان لصاحبهما عذرا في الصلاة بعد خروج الوقت الطبيعي لها بوقت استثنائي إضافي، فإن بادر عند استيقاظه أو تذكره للطهارة والصلاة كانت صلاته هذه كأنها في وقتها الطبيعي، وإن ماطل وتماهل بها خرج وقتها وضاعت عليه؛ لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتأديتها حين يذكرها فلا كفارة له إلا أن يؤديها ضمن الوقت الاستثنائي وإلا فلا كفارة له إن أهمل تأديتها وأضاعها. هذا بشرط عدم تقصد النوم لإضاعتها؛ لأنها حق من لا تخفاه خافية ومن يعلم السر وأخفى أو أن يسهر عبثا حيث يأوي للنوم في الساعات الأخيرة من الليل فيضيع عليه صلاة الفجر التي قال الله تعالى عنها:

{إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (٣).


(١) سورة النساء الآية ١٠٣
(٢) رواه البخاري ومسلم، وغيرهما.
(٣) سورة الإسراء الآية ٧٨