للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفاته - رحمة الله عليه -:

ذكر المؤرخون: أن الشيخ لما سجن في مصر بحبس القضاة بحارة الديلم، صار الحبس بالاشتغال بالعلم والدين خيرا من كثير من الزوايا والربط والخوانق والمدراس، وصار خلق من المحابيس إذا أطلقوا يختارون الإقامة عنده، وكثر المترددون إليه حتى صار السجن يمتلئ منهم (١).

وقد ذكر ابن الدردي وغيره: (أنه ورد مرسوم السلطان بسجنه بقلعة دمشق، فأقام فيها ومعه أخوه يخدمه، وأقبل في هذه المدة على العبادة والتلاوة وتصنيف الكتب والرد على المخالفين، وكتب على تفسير القرآن الكريم جملة كبيرة، وظهر بعض ما كتبه واشتهر، وآل الأمر إلى أن منع من الكتابة والمطالعة، وأخرجوا ما عنده من الكتب، ولم يتركوا داوة ولا قلما ولا ورقة، وكتب عقيب ذلك بفحم يقول: إن إخراج الكتب من عنده من أعظم النعم، وبقي أشهرا على ذلك، وأقبل على التلاوة والعبادة والتهجد.


(١) انظر حياة شيخ الإسلام للبيطار، ص / ٢٦.