٢ - كما أن الإخلاص هو جوهر النية: وأعلى مراتب النية الإخلاص لله، هي المرتبة التي إن تحققت، صلحت كل أعمال الإنسان سواء كانت عبادات أم عادات، وسواء كانت حركة أم سكونا، والإخلاص لله هو استسلام كامل له، بلا ريب قادح، أو شك محبط للعمل، ولا يتحقق ذلك إلا بتوحيد الله، والبعد عن عبادة أحد سواه، والنأي عن الشرك وإزالة خفاياه، وعدم الاعتماد إلا على رب العرش العظيم، فعندئذ تستقر الحقيقة الإيمانية في أعماق الإنسان استقرار يقين، قال تعالى:{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}(١).
وبدون الإخلاص في العبادة يخلع الإنسان نفسه من زمرة أهل التوحيد، ويكون واجب المسلمين في هذه الحالة هو التبرؤ منه والبعد عنه، فقوام النية هو الإخلاص، الذي به ترتفع موازين أعمال البشر وترقى حتى يقبلها الله، وما قبله الله لا بد أن يرضى عنه كل من خلقهم.