ينفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم بنماذج هي من خصائصه الكريمة، في حسن استقبال الناس، وفي محبته لأصحابه، وفي اهتمامه بهم، وفي دعائه لهم، وتفقد أحوالهم، فهو صلى الله عليه وسلم ينزل كل فرد منزلته يوجه ويرشد، ويعطف على الصغير، ويرحم الضعيف، ويزور المريض، ويتفقد المحتاج. . ويمازح أصحابه، ويسرى عن نفوسهم؛ إذ لم يكن فظا ولا غليظا، ولا سخابا ولا مختالا، ولا فاحشا ولا متفحشا، حيث جمع الخصال الحميدة، والسجايا العالية. فكانت تلك الأخلاق تنعكس على أصحابه تعاملا ومحبة، فهو للصغير أب، وللفقير عائل، وللمحتاج ذخر، وللضعيف ناصر. .
وأسامة بن زيد الذي ولد في بيت النبوة، كان له في ذلك الدفق الأخلاقي نصيب وافر، حيث فتح عينيه، ونما جسمه في أيام حياته طفولة وشبابا، ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تشمله، ودعواته الكريمة تكتنفه، وهذا من وفاء