للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجملة التاسعة:

قوله: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} (١)

ولا يئوده أي لا يثقله.

وأصل الكلمة: آده الأمر أودا وأودا: بلغ منه المجهود والمشقة، ويقال: آدني يؤدني: أي أثقلني، وقال أهل التفسير، وأهل اللغة في قوله {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} (٢) معناه ولا يكرثه ولا يثقله ولا يشق عليه من آده يئوده أودا (٣).

وقيل من الأيد .. وهو القوة ومنه قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (٤). أي ذا القوة (٥) إذن المراد - والله أعلم - من ولا يئوده أي لا يثقله " وبهذا فسر اللفظة ابن عباس والحسن وقتادة وغيرهم ". (٦).

فالله عز وجل لا يثقله حفظ هذه العوالم العظيمة ولا يكرثه حفظ السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما، بل ذلك يسير فهو – عز وجل – القائم على كل نفس بما كسبت، كل شيء حقير بين يديه، متواضع ذليل بالنسبة إليه، ومحتاج إليه، فهو القاهر فوق عباده لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.


(١) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٢) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٣) لسان العرب ابن منظور ٣/ ٧٤ - ٧٦.
(٤) سورة ص الآية ١٧
(٥) فتح القدير الشوكاني ٤/ ٤٢٤.
(٦) المحرر الوجيز ابن عطية ٢/ ٢٧٩.