للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سادسا: غلوهم فيمن يدعون ولايته من ذلك قول بعضهم:

إن الولي يعطى (كن) وقال بعضهم: إنه لا يمتنع على الولي فعل الممكنات كما أنه لا يمتنع على الله فعل المستحيلات. بل إن الولي قادر على الممتنع لذاته ولا يمتنع عليه شيء حتى الجمع بين النقيضين، بل قال ابن عربي منهم: إنه لا يعزب عن قدرة الولي شيء من الممكنات. قال ابن تيمية تعليقا على هذه العبارة: (والذي لا يعزب عن قدرته شيء من الممكنات هو الله وحده) ومقتضى هذا أن الولي يعلم كل ما يعلمه الله ويقدر على ما يقدر عليه

قالوا: إن ذلك كان للنبي صلى الله عليه وسلم ثم انتقل إلى الحسن بن علي ثم من الحسن إلى ذريته واحدا بعد واحد حتى ينتهي ذلك إلى أبي الحسن الشاذلي كما تدعيه الشاذلية منهم (١).

وأنت ترى ما في هذه الأقوال من مناقضة للشريعة ففيها:

أولا: التمثيل والله يقول عن نفسه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (٢).

ثانيا: دعوى أن الولي يعلم الغيب والله يقول: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (٣) وقال سبحانه: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} (٤) {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} (٥).


(١) انظر شذرات البلاتين ص (١/ ٢٥٢).
(٢) سورة الشورى الآية ١١
(٣) سورة هود الآية ١٢٣
(٤) سورة الجن الآية ٢٦
(٥) سورة الجن الآية ٢٧