عني بالحديث النبوي وسمع الكتب الستة والمسند للإمام أحمد مرات، ومعجم الطبراني الكبير وما لا يحصى من الكتب، ونسخ الأجزاء، ودار على الشيوخ، وخرج وانتقى، وبرع في الرجال والطبقات وعلل الحديث وفقهه، وحصل ما لم يحصله غيره، وصار من أئمة النقد، فقل من يحفظ ما يحفظ من الحديث معزوا إلى أصوله وصحابته، وكان شديد الاستحضار للسنة النبوية وقت إقامة الدليل، وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين، بحيث إنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب، بل بما يقوم دليله عليه، وهكذا نصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين، وأوذي في ذات الله من المخالفين، وأخيف في نصر السنن المحمدية، حتى أعلى الله مناره، وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له.
كتب الحافظ ابن سيد الناس في جواب سؤالات الدمياطي في حق ابن تيمية: ألفيته ممن أدرك من العلوم حظا، وكان يستوعب السنن والآثار حفظا (١).