للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفاته]

في الحديث عن وفاة أسامة بن زيد، يحسن بنا أن نتعرض لما وصلنا عن صفاته، وعن أولاده وتاريخ الوفاة ومكانها، كما هي عادة المؤرخين العرب؛ لارتباط هذه الأشياء بحياة المتوفى ومكانته. فأما عن صفاته: فقد ذكر ابن الأثير أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما كان أسود أفطس (١)، ويعضد هذه الرواية ما ذكره ابن سعد رواية عن هشام بن عروة، عن أبيه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر الإفاضة من عرفة، من أجل أسامة بن زيد ينتظره، فجاء غلام أفطس أسود، فقال أهل اليمن: إنما جئنا من أجل هذا، قال: فلذلك كفر أهل اليمن من أجل ذا». قال محمد بن سعد: قلت ليزيد بن هارون: ما يعني بقوله: كفر أهل اليمن من أجل هذا؟ قال: ردتهم حين ارتدوا في زمن أبي بكر، إنما كانت لاستخفافهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم (٢). ولضحكة. . . رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأى وجه أسامة دلالة ومعنى، تفسرها تلك العبارة التي قالها لعائشة رضي الله عنها، فقد ذكر ابن سعد عن أبي السفر قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس هو وعائشة، وأسامة عندهم، إذ نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجه أسامة فضحك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أن أسامة جارية لحليتها وزينتها حتى أنفقها (٣)»، وجاء في البداية والنهاية من صفاته: أنه كان أسود كالليل، أفطس حلوا حسنا كبيرا فصيحا عالما ربانيا (٤)، وكان له بطن، فكان يسميه بعضهم ذا البطن (٥)، وقد روي عن


(١) أسد الغابة ١: ٨١.
(٢) الطبقات ٤: ٦٣.
(٣) الطبقات ٤: ٦٢.
(٤) البداية والنهاية ٥: ٣١٢.
(٥) طبقات ابن سعد ٤: ٦٩.