من هذه الموضوعات التي أثرتها والنتائج التي استخلصتها نستطيع أن نقف على مدى أهمية التذكر في سلوك كل ذي دين، وبخاصة دين الإسلام الذي اصطفاه الله وارتضاه.
وبالدراسة الواعية القائمة على استقراء دقيق لاستعمالات هذه الألفاظ في القرآن الكريم (التذكر والتذكير والذكرى) نرى أن الكتاب العزيز وضع تحت أيدينا وسائل التذكر وبواعثه، وهي متعددة ومتنوعة حتى تغطي ميول البشر، وتصيب نوازعهم وهي مختلفة ومتنوعة.
وهذه هي البواعث التي تدفع إلى التذكر، معززة بآيات القرآن الكريم التي تناولتها.
(١) الكتاب السماوي بعامة باعث على التذكر، والقرآن بخاصة يعد من أول الوسائل وأقوى البواعث والحوافز، فهو من حيث الإطار يثير التذكر بلسانه العربي، ومن حيث المضمون هو مليء بالمواعظ والعبر، حافل بالدروس والقصص، وهو - كما قلنا أول البحث - والذكر صنوان، فالقرآن ذو الذكر، وسماه الله ذكرا في أكثر من موضع، وفي خمس عشرة آية منه يبين الله لنا أن كتاب السماء