لما كان التأله فطرة غريزية في العباد، وهم مفطورون بالتأله لله وحده، وكانت هذه الفطرة قد تتغير فيتألهون لغيره، فإن من أظهر ما يدل على بطلان هذا التغيير وسوأته وأنه تغيير وخلاف ما عليه الأصل اضطرار العباد للتأله لله وتعلق حاجتهم بذلك تعلقا لازما لا فكاك له، وهذه الضرورة أدل شيء على أهمية التوحيد وأهمية معرفته والعمل به والدعوة إليه وأهمية دراسته.
وقد كتب ابن تيمية رحمه الله قاعدة في توحيد الله وإخلاص الوجه والعمل له فصل فيها وجوه ضرورة الخلق وشدة حاجتهم للتأله لله عز وجل وصل بها إلى تسعة وجوه شرح في كل منها معاني جليلة ظاهرة